بشراك أختاه حلول هذا الضيف الغالي. هنيئا لك هدايا وعطايا هذا الحبيب الكريم . أرسل الله عز وجل فيضا من رحمته وعفو غفرانه على يد هذا الشهر المضيء المختار من بين الشهور كاختيار وضياء سيدنا يوسف بين إخوته، ولتكن منزلتك عند الله وبين عباده من الأوائل والسابقات الفائزات بنظر الله لك فلا يعذبك أبدا.
فبادري بالاستلام.. فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"، وعنه أيضا " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" متفق عليه..
ولاستقبال أول الهدايا...
* عجلي بتوبة صادقة ..استغفار وانكسار، اقرعي الباب فباب التوبة مفتوح والله لا يرد سائله.." من أقبل على منكم تلقيته من بعيد ومن أعرض عنى ناديته من قريب" هكذا دوما هي رحمة رب العالمين.
* اعقدي النية الخالصة لوجه الله.. فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل:"كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به والصيام جنة فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"" للصائم فرحتان يفرحهما: إذا فطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.
* الصوم الحقيقي.. الوصول إلى الصوم الحقيقي صوم الجوارح أنتي صائمة عن كل ما يغضب الله ورسوله، أنت مقاطعة لكل صنوف الذنوب والمعاصي..أنتي في هدنة من أول ليلة من ليالي رمضان الحبيب هدنة من نفسك الأمارة بالسوء، هدنة من استهلاك الجوارح في المعاصي، هدنة من الإسراف والتبذير، هدنة من التفكير في الهم والحزن.
* رمضان شهر الطاعة.. والانشغال بالدنيا تستريحي وتسترخي تحت مظلة رمضان بالانشغال بالآخرة وبالقرب من الله والتودد إليه فأنتي دوما حريصة أن ينظر إليك الله يدك في طاعة وتتدرجي في أداء العبادات والأعمال إلى درجة الإحسان والإتقان فتزودي وأرى الله من نفسك خيرا ليباهى بك ملائكته في الكم والكيف في صلاة الفرائض والنوافل، في معايشة كتاب الله وأن تعرضي نفسك وأعمالك على آيات القرآن، أين أنتي من الصدقة والدعاء والذكر وقيام الليل ومناجاة رب العزة الرحيم الكريم، إنه قريب منك في السماء الدنيا باسط يديه.. هل من تائب؟ هل من سائل؟
* أدوات الطاعة.. اقضي مع الله ساعات الليل الثمينة القيمة في ثوب الأخلاق الحسنة فجمال زيك في الحجاب وزينتك البراقة في الحياء، فاحفظيهما من التلوث أو البلى من آثار سوء الأخلاق، فالصائمة كما تبر على الجوع والعطش، تصبر على الأذى والإساءة تجاهها " ادفع بالتي هي أحسن" ولا تريد من أحد من البشر جزاء ولا شكورا، تحب كل من تعرف، وتعلم يقينا حقوق وواجبات هذا الحب فتعامل الناس كما تحب أن يعاملوها، تتخلق بين الصائمات بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان قرآنا يمشى على الأرض" فهي قوية شامخة الروح والبدن.
وكل عام وأنتي أخيتى بخير وتقبل الله منى ومنك خالص الأعمال