نبي الخلق والكرم (( محمد )) صلى الله عليه وسلم
* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ* سورة القلم آية (4)
* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ* سورة القلم آية (4)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلي يوم الدين .. ثم أما بعد
إخوتي في الله الكرام
إخوتي في الله الكرام
الحديث اليوم حديث جلل , لا يخلو من حب وتقدير بالقلب قبلما يكون ذلك باللسان أو الكلام , هو حديث حق وصدق وعلم وحكمة وكيف لا و هو حديث عن خير الخلق والبشر وعن سيد بني آدم عن النبي الكريم العظيم , الصادق الأمين عن من قال فيه ربه عزوجل
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
فحديثنا عن خُلُقه صل الله عليه وسلم نسال الله أن يوفقنا فيما سنستعرض وأن يجعل ذلك في موازيين حسناتنا أجمعين أنه ولي ذلك ومولاه وهو أرحم الراحمين .
نبي الخُلُق وخُلُق النبي (صل الله عليه وسلم)
جاء في الحديث رقم: 4221مستدرك الحاكم > كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين >
و من كتاب آيات رسول الله صلى الله عليه و سلم التي هي دلائل النبوة
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا جدي ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن عجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
و لما سُألت السيدة عائشة رضوان الله عليها عن خُلُقه صلي الله عليه وسلم
قالت : " كان خلقه القرآن "
فقد كان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض.
وقد قال المباركفوري مما قال في الرحيق المختوم :
" كان النبي ( صلي الله عليه وسلم ) يمتاز بجمال خَلْقه وكمال خُلُقه بما لا يحيط بوصفه البيان , وكان يمتاز بفصاحة اللسان , وبلاغة القول , وكان من ذلك بالمحل الأفضل ,وبالموضع الذي لا يجهل , سلامة طبع , ونصاعة لفظ , وجزالة قول , وصحة معان , وقلة تكلف , أوتي جوامع الكلم , وخص ببدائع الحكم , وعلم ألسنة العرب , يخاطب كل قبيلة بلسانها , ويحاورها بلغتها , اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها , ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها , إلى التمديد الإلهى الذي مدده الوحي."
وكان الحلم والأحتمال , والعفو عند المقدرة , والصبر على المكاره , صفات أدبه الله بها
وعن كرمه صلي الله عليه وسلم يقول ابن عباس : كان النبي ( صلي الله عليه وسلم ) أجود الناس , وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان جبريل يلقاه فى كل ليلة من رمضان , فيدارسه القرآن , فلرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أجود من الريح المرسلة .
وقال جابر : ما سئل شيئاً قط فقال : لا .
وعن حياؤه صلي الله عليه وسلم قال أبوسعيد الخدرى : كان أشد حياءً من العذراء فى خِدرها , وإذا كره شيئاً عُرف فى وجهه.
فكان من هديه صلي الله عليه وسلم ألا يثبت نظره في وجه أحد , خافض الطرف , نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء , جُلُّ نظره الملاحظة , لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس , وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه , بل يقول " ما بال أقوام يصنعون كذا ".
وكان صلي الله عليه وسلم اعدل الناس , وأعفهم , وأصدقهم لهجة , وأعظمهم أمانة , أشد الناس تواضعاً , وأبعدهم عن الكبر , يمنع عن القيام له كما يقام للملوك والسلاطين.
حديث رقم: 5688
صحيح البخاري > كتاب الأدب > باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل وقال ـ ـ
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق عن مسروق قال كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال : (لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقا).
رواه البخاري
يعود المساكين ويجالس الفقراء يدعو الله بان يحييه مسكيناً ويميته مسكيناً وأن يحشره فى زمرة المساكين ويجلس في أصحابه كأحدهم
وكان صلي الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله فعن السيدة عائشة أنها قالت :
كان يخصف نعله , ويخيط ثوبه , ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته , وكان بشراً من البشر يفَلِى ثوبه , ويحلب شاته , ويخدم نفسه.
حديث رقم: 1977
سنن ابن ماجة > كتاب النكاح > باب حسن معاشرة النساء
حدثنا أبو بكر بن خلف ومحمد بن يحيى قالا ثنا أبو عاصم عن جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
فقد كان صلي الله عليه وسلم أوفي الناس بالعهود , وأوصلهم للرحم وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس , أحسن الناس عشرة وأدباً , وأبسط الناس خلقاً , أبعد الناس من سوء الأخلاق
وكان يتعوذ من ذلك.
حديث رقم: 1546
سنن أبي داود > كتاب الصلاة > باب في الاستعاذة
حدثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية ثنا ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك عن دويد بن نافع ثنا أبو صالح السمان قال قال أبو هريرة : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق).
وكان أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين يقتدون به ويتأسون بهديه وكان من حديثه لهم دافعاً علي حسن الخلق
حديث رقم: 8118
شعب الايمان > السابع والخسمون من شعب الإيمان و هو باب في حسن الخلق > فصل في لين الجانب و سلامة الصدر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا علي بن عبد العزيز نا عاصم بن علي نا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أو عن نحوه من أصحابي صلى الله عليه و سلم قال : : ( ألا أخبركم بأكملكم إيماناً أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين يألفون و يؤلفون . سقط من كتابي عن النبي صلى الله عليه و سلم .).
نسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن من عليهم بحُسن الخلق ولين الجانب سائرين على هدي الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم دونما إفراط أو تفريط .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته